الأربعاء، 22 يونيو 2011

عند من نجد الأسلام؟

بقلم انكيدو
رابط الموضوع على منتدى طبيعي

تحدثنا طويلا عن القرآن وعن الشكوك الكبيرة التي تحوم حول مصداقيته , فمن جانب لانجد نسخة موحدة بل هناك قراءات عدة متداولة اليوم فيها قسط لابأس به من الاختلاف , ومن جانب اخر ان كل تلك القراءات ليس لها ما يؤكد عودتها للحقبة المحمدية!!
اما التاريخ الاسلامي منذ بداياته لم يكتب بالموضوعية ولا بالمنطق بل كتب على اساس نزعات عاطفية موجودة في طبيعة النفس البشرية غذتها الصراعات الطائفية والدينية.
اغلب كتاب الطوائف سابقا والان ولاحقاً يجعلون عاطفتهم التي تربوا عليها تتطغى على التفكير السليم متجاوزين الحقيقة زيادة او نقصانا فهم لا يجدون الراحة الا حيث تريد الموروثات التي تربوا عليها ويقينا إن مصادر التاريخ القديمة لم تكن بافضل حال منهم, فبعض علماء ورواة الاحاديث والتاريخ كانوا مخدرين بالمال امويا كان ام صفويا كما سنشير الى ذلك في هذا المقال.

نميل الى ان بذرة الخلاف وهذا الانشقاق الكبير جاء بعد الثورة على عثمان ومحاصرة بيته التي انتهت بقتله شر قتلة فقد مله الناس وكرهوه الشيء الذي يريد كتاب الطوائف اليوم اخفاءه, فعثمان لم يكن كما يصوروه , بل كان مرفوضاً من قبل الناس.
يذكر الطبري في تاريخ الامم والملوك الجزء الثالث ص439 ((لبث عثمان بعدما قتل ليلتين لا يستطيعون دفنه ثم حمله أربعة حكيم ابن حزام وجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة , فلما وضع ليصلي عليه جاء نفر من الأنصار يمنعوهم الصلاة عليه فيهم أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي وأبو حية المازني ومنعوهم أن يدفن بالبقيع فقال أبو جهم ادفنوه فقد صلى الله عليه وملائكته فقالوا لا والله لا يدفن في مقابر المسلمين أبداً فدفنوه في حش كوكب (مقابر اليهود) فلما ملكت بنى أمية أدخلوا ذلك الحش في البقيع)) , وكره الكثيرين له واضح حتى ان الانصار رفضوا ان يصلى عليه وان يدفن في مدافن المسلمين , وهذا الانشقاق جر بعده حروب بين جيش علي في ناحية وجيوش الخارجين عليه والرافضين لحكمه في ناحية أخرى, بدءاً من عائشة وطلحة والزبير في موقعة الجمل، وانتهاء بجيش معاوية في معركة صفين, ارتاح الشيعة اليوم من هذا العناء ورفعوا من علي حاكما بأمر الله والرسول وهو الحق ومادونه الباطل بينما هذا الكلام اثار شكوك حتى اقرب صحابته وهو الزبير بن العوام الذي ذهب مع عائشة !! . ويحكى ان احد صحابة علي قد دخل الشك قلبه وسأل عليا وقال: هل يعقل ان يجتمع طلحة والزبير على باطل؟ فأجابه علي جوابا في من الحكمة قسط وفير "اعرف الحق تعرف اصحابه واعرف الباطل تعرف اصحابه" اي ان المواقف هي من يجب ان ينظر لها اولا وليس الشخوص على عكس كتابنا فهم ينظرون الى الشخص فان كان ممن يحبوه بحثوا عما يضعف من المرويات التي تتحدث عن زلاته وان لم يجدوا اولوها وكسروا اعناقها وفي الحالتين هم الرابحون والتاريخ الخاسر في هذه المعادلة , ,على الجانب السني نجد ان الخسارة اكبر واعظم فهم لا يلمسون كثيرا في تناولهم للتاريخ هذه الانشقاقات رغم انها واردة في بطون المصادر القديمة ويحاولون ان يبحثوا عمن يخونوه حتى ينزهون الاطراف المتصارعة وهو قول فيه من تدليس الحقائق الكثير فطرفين مثل علي ومعاوية عاشوا متصارعين ومات علي وبقي معاوية يسبه على المنابر لايمكن القول "سيدنا علي رضي الله عنه قاتل سيدنا معاوية رضي الله عنه" ولا يمكن قول طلحة الخير والزبير حواري الرسول قاتلا سيدنا علي رضي الله عنه!.
يقول واصل بن العطاء فقيه المعتزلة وامامهم عن واقعة الجمل "لايجوز قبول شهادة علي وطلحة والزبير على باقة بقل" وهنا نجد انه لم ينزه احدا من المتصارعين ,وان نقول ان طرفي الصراع على خطأ لهو اهون من قول ان الاثنين على حق , والسنة احبوا الطرفين وكان هدفهم تنزيههم وليس البحث عن حقيقة ماحصل بعين من الحيادية ,والشيعة يميلون كل الميل باتجاه علي حتى انهم ينسبون له الخرافات والاساطير, ولم يأتي ميلهم من قراءة متأنية وانما لغرض في النفوس , فضل التاريخ يترنح بين الراغبين بتجهيل المجتمع , فمنهم من ارادها سلفية وكل ماصدر من السلف هو صالح وان لم يكن كذلك بحثوا عن ما يضعف تلك الروايات ورموها في المزابل رغم صحتها ومنهم من ارادها شيعية فإن تعارضت عندهم روايتين قالوا خذوا ماخالف القوم واتركوا ما وافقهم وان كانت لهم رواية واحدة عن علي يذكر عمر بخير قالوا ان الامام قالها من باب التقية ,وهم كلهم متفقين على رمي ما لا يعجبهم في اقرب سلة مهملات فهم تدرجوا بين مارق وعاشق وبين منتقص ومزايد وكل حزب بما لديهم فرحون ولعل انشقاق المجتمع اعطى لكل صنف من هؤلاء من الشعبية الكثير ومن الحظ الوفير.

ساهم المال الصفوي في ابراز بعض المرويات واخفاء اخرى, ولاننا نتوخى الدقة والموضوعية لن ننكر ان كتاب البلاط الصفوي لم يبتدعوا مروياتهم التاريخية فهي كانت قائمة بحد ذاتها لكنهم نجحوا في ابرازها وادلجتها ووضع مناهج خاصة بها في البحث فركزوا على بعض الروايات واغفلوا اخرى واشاعوا الضعف في اسانيدها , وساهم المال بأجتذاب عقول جبارة من العراق ولبنان وايران فقد ارسل الشاه الصفوي طلبا الى فقهاء النجف للالتحاق به وبعث لهم الهدايا الثمينة الشيء الذي استجاب له الشيخ علي الكركي (من كرك نوح في بعلبك بلبنان وكان يسكن النجف).
يقول الدكتور علي الوردي: "ان الشيخ علي الكركي افرط في تأييد مستحدثات الدولة الصفوية بحيث وافق على امور لايجوز للشرع الموافقة عليها ولعل هذا الذي جعل الخصوم يطلقون على الشيخ الكركي لقب مخترع الشيعة" ومن مؤلفاته نفحات اللاهوت في شتم الجبت والطاغوت ((ويقصد عمر وابو بكر)).
حدث نوع من الخلافات في الفقه وطريقة تناول التاريخ بين الكركي من جهة الصفويين وابراهيم القطيفي ممثلا لفقهاء النجف وانتهى الجدال بانتصار الكركي او بعبارة اخرى انتصار المال والمنصب , والمنهج الذي وضعه الشيخ علي الكركي بقي الى يومنا هذا كما يقول حسن العلوي"لم تتراجع السيادة الصفوية وسيطرة مناهجها على اتجاهات البحث العلمي وقواعد الاحتجاج التاريخي منذ ذلك الوقت من عام 1530م الى ايامنا هذه ولم يعد منهج ابراهيم القطيفي معروفا في تلك الاوساط"
بعد تحول الدولة الصفوية الى رائدة في اصطناع التاريخ جاء محمد باقر المجلسي المتوفي عام 1699 الذي كان شديد التعصب لرأيه بكتابه الشهير الذي يعد اضخم مرجع للشيعة "بحار الانوار" الذي يقع في 25 مجلد صار هذا الكتاب المرجع الاساس لدى خطباء المنبر الحسيني الذي يسمى الروزخون ((اي قارئ الروضة وهي فارسية)) وملأت عقول الناس بالخرافة والغلو واغماض عين وفتح اخرى , ولا ننكر حدوث تتطور في خطباء المنبر الحسيني الذي اعتلاه مفكرون كبار امثال الوائلي المتوفي عام 2003 , لكن يبقى الثقل الاكبر للمغالين بالخرافة والانتقائيين امثال حميد المهاجر , والنقطة الاهم ان اساس كل تلك المرويات "خايس".
بحار الانوار دعمته دولة عظيمة لا يستهان بها حتى يقال ان الشاه الصفوي انذاك قد اوقف جزء من املاكه الخاصة لطباعة هذا الكتاب وتوزيعه على الطلبة.
وكمثال سريع على انتقائية المجلسي نورد هذه المروية عن خبر عدم حصول زواج عمر بام كلثوم ابنت علي بن ابي طالب فأغلب المرويات تحدثت عن حصول الزواج الا رواية عن ابن حنظلة تنفي حصوله وانطلاقا من المقولة المنسوبة الى جعفر الصادق (اذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم) اي اهل السنة وبما ان اهل السنة ممن يوافقون على حصول الزواج يجب الاخذ بما يخالفهم.
ولن نتحدث كثيرا عن الرواية الثانية عن ارسال الله جنية لعمر تشبه ام كلثوم لانها تافهة وسخيفة.

السنة و بعض رواة الاحاديث .... كذابون ولصوص!!:
((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) الحشر:7
((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)) النحل:44
لنرى ما الذي اتى به الرسول وما الذي نهى عنه كي نتقي الله كما تخبرنا الاية 7 من سورة الحشر , او لنرى تبيان الذكر للناس كما تقول الاية 44 من سورة النحل , فاين هو الكلام الذي بينه محمد؟!
لا نريد الاطالة وسنأخذ ابو هريرة وابن عباس كأمثلة فهم من اهم رواة الحديث عند السنة:
ابو هريرة : روى ما يقارب الـ 5 الالف حديث , وهو لم يعاصر النبي سوى ثلاث سنين في افضل الروايات , وفوق هذا يقول عن نفسه: " حفظت من رسول الله صلعم وعاءين : فأما أحدهما فبثـثـته , وأما الآخر فلو بثـثـته قطع هذا البلعوم". أخرجه البخاري في صحيحه ج 1 ص 56 ح 120 كتاب العلم باب حفظ العلم الحديث .
يعني هو لم يكتفي بالخمسة الالاف حديث , وانما يقول ان عنده ضعف هذا العدد ((يعني محمد ما عنده شغل وعمل بس يلغي ويا ابو هريرة 24 ساعة)).
ويبدوا ان استغراب الناس لكثرة الاحاديث التي يرويها ابو هريرة ليست بجديدة حيث يقول هو عن نفسه : "إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلو - (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم)
صحيح البخاري ج 1 ص 88 كتاب العلم باب حفظ العلم
اظن ان حديث ابو هريرة الثاني يُثبت ان كثرة الاحاديث التي رواها اثارت دهشة الناس منذ ذلك الحين!!

ابن عباس:روى حوالي 1600 حديث , وهو متهم من قبل علي بن ابي طالب بالسرقة!!
لنرى ماذا ينقل فرج علي فودة في كتاب الحقيقة الغائبة:
ارسل علي لعبد الله بن عباس:
: "أما بعد، فقد بلغني عنك أمر، إن كنت فعلته فقد أسخطت ربك، وأخربت أمانتك، وعصيت إمامك، وخنت المسلمين: بلغني أنك جردت الأرض وأكلت ما تحت يديك، فارفع إلى حسابك واعلم أن حساب الله أشد من حساب الناس".
رد عليه ابن عباس:
"إن الذي بلغك باطل، وأنا لما تحت يدي أضبط وأحفظ، فلا تصدق على الأظناء، رحمك الله، والسلام"
وهنا سنترك التعليق لفرج علي فودة:
رد كأنه إحدى رسائل التلكس في أيامنا الحاضرة، وهو رد لا يغنى من جوع، ولا يسمن من شبع، فعلي قد طلب حساب بيت المال، فلم يظفر من ابن عباس إلا بنفي التهمة وبالسلام، وما عليه إلا أن يعاود الكرة، موضحاً ما يطلبه، مؤكداً عليه، محاولا استثارة النخوة الدينية لديه، ولنقرأ خطاب علي:
"أما بعد، فإنه لا يسعني تركك حتى تعلمني ما أخذت من الجزية، ومن أين أخذته، وفيما وضعت ما أنفقت منه، فاتق الله فيما ائتمنتك عليه واسترعيتك حفظه، فإن المتاع بما أنت رازئ منه قليل، وتبعة ذلك شديدة، والسلام".
ايضا التعليق لفرج فودة:
لم يعد الأمر اتهاماً ينفيه ابن عباس، بل طلباً واضحاً ومحدداً، ومطلوب من ابن عباس أن يجيبه، وهو أن يكتب له (كشف حساب) يوضح في جانب منه موارده من الجزية، وفي الجانب الآخر أوجه الإنفاق.
والحقيقة أن ابن عباس قد أجاب، وهو في إجابته لم يذكر شيئاً عن موارده وإنفاقه، وإنما تقدم بالخصومة بينه وبين علي خطوة واسعة، ورد عليه اتهاماً باتهام، فعلي يتهمه باغتصاب المال، وهو يتهم علياً بسفك دماء الأمة من أجل الملك والإمارة، وهكذا جريمة بجريمة، بل أن جريمة علي (هكذا قال وهكذا أفتى) أعظم عند الله من جريمته التي لم ينفيها أو يعتذر عنها، ولنقرأ معاً رسالة عبد الله بن عباس إلى علي (أما بعد، فقد فهمت تعظميك على مرزئة ما بلغك أني رزأته أهل هذه البلاد، والله لأن ألقى الله بما في بطن هذه الأرض من عقيانها ولجينها وبطلاع ما على ظهرها، أحب إلى من أن ألقاه وقد سفكت دماء الأمة لأنال بذلك الملك والإمارة. فابعث إلى عملك من أحببت".
استقالة أسبابها غير مقنعة، ضرب علي عند قراءتها كفاً بكف، مردداً:
"وابن عباس لم يشاركنا في سفك هذه الدماء؟"
ويتابع فرج علي فودة:
ولو رمى ابن عباس باستقالته تلك واكتفى، لآخذناه على ما جاء فيها، ولبررناها بغضبه من اتهام ظالم وجسيم، أطلق منه نوازع الغضب وانفعالات الثورة، فكتب ما كتب تحت وطأة الغيظ وفي ظل انفعال من يتهم وهو برئ، لكنه فعل بعد كتابة هذا الخطاب ما لم يخطر لعلي على بال، وما لا يخطر للقارئ على بال، وما لا سبيل إلى نجاته من وزره أمام الله، وأمام علي، وأمامنا جميعاً..
لقد جمع ما تبقى من أموال في بيت المال، و قدره نحو ستة ملايين درهم، ودعا إليه من كان في البصرة من أخواله من بنى هلال، وطلب إليهم أن يجيروه حتى يبلغ مأمنه ففعلوا، وحاول أهل البصرة مقاومتهم وناوشوا بنى هلال قليلاً، ثم أقنعوا أنفسهم بترك المال عوضاً عن سفك الدماء، ومضى ابن عباس بالمال، آمناً، محروساً، قريراً، هانئاً، حتى بلغ البيت الحرام في مكة، فاستأمن به، وأوسع على نفسه، واشترى ثلاثة جوار مولدات حور بثلاثة آلاف دينار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق