الجمعة، 18 نوفمبر 2011

آراء حول قضية علياء .... مدونة مصرية تدعى علياء ماجدة المهدي تنشر صورها عارية.





قامت إحدى الناشطات والمدونات المصريات والتي تسمي نفسها علياء ماجدة المهدي والتي تبلغ من العمر 20 عاماً بنشر صورها وهي عارية على مدونتها "مذكرات ثائرة" ، حيث علقت بقولها:-
"حاكموا الموديلز (العارضات أجسادهن أمام الرسامين) العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتى أوائل السبعينات وأخفوا كتب الفن وكسروا التماثيل العارية الأثرية، ثم اخلعوا ملابسكم و انظروا إلى أنفسكم في المرآة واحرقوا أجسادكم التي تحتقروها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلى الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير".
في رسالها مفادها تغيير النظرة المحافظة تجاه المرأة وقد تلقت مدونتها عدد من الزيارات تتراوح بين 4 – 5 زيارات بالثانية الواحدة وكذلك تلقت صفحتها على الفيس بوك عدد غير مسبوق من الزيارات ، وكذا الحال بالنسبة للمنتديات التي تناقلت الخبر فقد كانت الزيارات غير مسبوقة أبدا فالخبر على منتدى طبيعي حصل على ما يزيد على 15 الف زيارة في غضون اقل من يوم بما معدله اكثر من عشر زيارات في الدقيقة الواحدة.

ولهذه الزيارات الغير مسبوقة والملفتة دلالات سنتحدث عنها في مقال لاحق، أما الآن فحديثي سنصب على تداعيات نشر الصور في العالم الألكتروني ، وسوف أحاول تلخيص أشهر الآراء التي وقعت تحت نظري بين المؤيدين والرافضين ، ليس لضخامة الحدث فهو من وجهة نظري لا يستحق كل تلك الضجة المفتعلة خصوصاً من طرف المحافظين كما سيتبين في نهاية مقالي. لكنه فعلا قد أخذ حيزاً كبيرا من النقاش داخل العالم الرقمي ولهذا وجد ضرورة في بيان ذلك وتلخيصه في المدونة.

لا يخفى أن الآراء قد تباينت بين رافض ومؤيد وعلى كلا الجانبين وجهات نكظر مختلفة ، فالبعض رفض ذلك وعده عملاً لا أخلاقياً وإكتفى بذلك ، ومنهم من تطرف إلى درجة التحريض على القتل وقد عجّ الفيس بوك بهذا النوع من التعليقات وكذلك فتحت بعض الصفحات المحرضة على القتل.
والجانب الآخر من الرافضين هم من شريحة من العلمانيين واللا دينيين حيث عدو ذلك تشويها لسمعة العلمانية وبعضهم عارض رغم إقراره بأن ماحدث هو حرية شخصية لكنهم إعتبروا الوسيلة المستخدمة في إيصال الفكرة غير مجدية فهي تزيد من تطرف الفريق المقابل وأن الحديث عن تغيير النظرة النمطية تجاه المرأة هو في غير وقته فنحن نحتاج إلى الكثير من الحريات الأساسية قبل هكذا نوع من الحريات ، ففي أوربا مثلاً التي حصلت على حرياتها بعد الثورة الفرنسية لم تكسر التابوهات الجنسية إلا أواسط القرن الماضي بما عرف بالثورة الجنسية، والعملية قد جائت خطوة بخطوة دون إثارة العواطف وإستفزاز الطرف المقابل ليزيد من تطرفه تطرفاً.

أما فريق المؤيدين فقد فقد تباينت أراءهم  بين التأييد المطلق وعدّ هذا العمل بطولياً ومنهم من قال أن الأمر لا يعدو كونه حرية شخصية وهو ضرباً بإتجاه آخر لرفع سقف المطالب وإحراج المحافظين ليحتدم الجدل لكسر التابوهات وبالتالي الوصول إلى صيغة مشتركة بينهم وبين المحافضين ، ويقيناً مثل هذا التحليل يحتاج إلى دعم هائل لعلياء وأن لا يكون ما حصل شيئاً عابراً ويكون نسياً منسيا بعد زمانٍ قصير.

اللافت في الموضوع أنه قبل أقل من عقد من الزمان تعرت الفنانة التشكيلية السورية "هالة فيصل" في نيويورك إحتجاجاً على الحرب الأمريكية على العراق ، ولم تقم مثل هذه الضجة بل أن ما حصل عُـدّ عملاً بطولياً وتم الإحتفاء بها في سوريا ، وتم إعتبار  فعلتها  وسيلة لإيصال رأيها وليس غاية ، لكن حينما تعلق الأمر بطرف آخر ومطالب أخرى تم أدانت الوسيلة والهدف ، ولم يكتفوا بذلك بل جعلوا أن ماحدث هو سبة للعلمانية و اللا دينية  وعدت الوسيلة هدفاً ،
ووصل الحد إلى مطالبة ائتلاف من خريجي الحقوق  بتطبيق الحد الشرعي عليها.


أنا شخصياً دائما أشكل على المحافظين معاييرهم المزدوجة ، فقيمهم دائما مزدوجة ، وقد قلت رأيا في هذا الصدد وهو أن المحافظين يعانون من مشكلة في حقيقة الأمر وهي إزدواجية المعايير ، يعني هم يحللون لنفسهم أشياء يحرموها على غيرهم ، وأنا الآن أتحدى أي محافظ أن يكون صادق مع نفسه ويطبق ما ينادي به على نفسه أولاً .
فتراهم لا يتورعون عن ممارسة الجنس مع بنات الهوى ويطالبون بأغلاق بيوت الدعارة ، ينظرون المواقع الاباحية ويطالبون باغلاقها ، يمنعون ((ان كانوا اسلاميين متشددين)) ذهاب الفتيات الى المدارس ويرسلون بناتهم ، وعلي الوردي اورد عدد من الامثلة على الحالة الاخيرة التي ذكرتها.

على الجانب الأخر ترى الليبرالي ربما يفعل العكس يحرم لنفسه ويعطي الحرية لغيره ، فأنا شخصياً لا احب التردد على بيوت الدعارة ولا أحب نوادي التعري ولا شواطئ التعري ولا أحب الكثير من الأشياء الموجودة في الدول التي تعتمد الليبرالية نهجاً ، لكني أدافع عن حق الاخرين بذلك ولا اسمح لاحد بقمعهم ، اي انا على عكس المحافظ تماما ، احرم على نفسي واعطي الحرية لغيري ، لأني لا افرض قناعتي الشخصية على احد.
شخصيا لا امانع بفتح نوادي تعري في بغداد وسأدافع عن حق من يريد ذلك ليس لاني سأرتادها بل ايمانا مني بحقه واحترام لطريقة تفكيره.
ولو ذهب الليبرالي الى نادي تعري فهو على الاقل لم يناقض نفسه كحال المحافظين الذين ينادون ويصدعون رؤوسنا بقيم لا يلتزمون بها هم انفسهم. 

هناك 3 تعليقات: