الخميس، 7 يوليو 2011

بلاسيبو الشرق


بقلم / انكيدو
هذا الموضوع كتبته سابقا في منتدى طبيعي على هذا الرابط


البلاسيبو علم يعكف على دراسته اطباء العلم النفسي وهو يعني العلاج الخداع او العلاج بالوهم . ونحن كثيرا ما نسمع عن مرويات يرويها المتدينيين عن حالات شفاء اعجازية سواء برقية شرعية او بكرامات الائمة او بزيارة مكان تجلي مريم الفاطمية !!


في الحقيقة كل ما يرويه المتدينيين هؤلاء فيه نسبة من المصداقية لا بأس بها وهو حقيقة علمية يبحث بها اليوم اطباء العلم النفسي وهو مايعرف عندهم "البلاسيبو" او العلاج بالوهم او العلاج الخداع كما ذكرنا. وهي بعيدة كل البعد عن الماورائيات والتفسيرات الدينية فالجسم يستجيب اسرع للعلاج عندما يتحلى بروح التفائل ، بل حتى من غير علاج وهناك حوادث مثبتة عن حالات شفاء بدون علاج فهناك 30% من الاشخاص المصابين بصداع عندما يأخذون الاسبرين يشفون قبل ان يأخذ الاسبرين مفعوله! بل ايضا يعكف بعض علماء الطب النفسي على القيام بعمليات جراحية كاذبة ليشعر المريض انه يتعالج بصورة مكثفة حتى يمتلأ بروح التفائل ويأخذ الدواء مفعوله بصورة اسرع ، بل حتى هم يعطون ادوية كاذبة وهي عبارة عن حبوب من السكر او الكربوهدرات التي ليس لها علاقة بالمرض ، فقط ليشعر المريض بالاطمئنان.

الكثير من القصص الدينية نسمعها عن الشفاء بكرامات الائمة او مريم الفاطمية يفسرها الدينيون على انها معجزات من الرب ، وكل دين يغالي اتباعه بابراز المعجزات التي جرت على يد الهته ، بينما في الحقيقة هي كلها بلاسيبو .

في رواية طريفة منشورة في احد المقالات تتحدث عن رجل مصاب بالربو حيث استيقظ ليلا وهو يختنق ويكاد يموت فبحث عن زر الانارة ولم يجده فاتجه نحو النافذة ليفتحها ويستنشق الهواء لكنه عجز عن فتح النافذة فكسرها واستشق الهواء وزالت الازمة ، وعندها اتجه الى النور واشعله وجد المفاجئة الكبرى .. وجد ان زجاج النافذة سليم ولم يكسره وما كسره هو زجاج خزانة الساعة الضخمة الموجودة في الغرفة !! فقد تحسنت حالته وزالته خنقته بالوهم لا غيره!! لذلك كل تفسيرات الدينيين الماورائية لحالات الشفاء والمعجزات الالهية هي في الاصل كلها بلاسيبو ولها تفسيراتها الطبية العلمية البحتة.

كل ما اريد قوله من تلك المقدمة ((التي تعمد بها تفنيد ادعاءات الاديان وان لم يكن موضوع نقاشي ))هي انه من ناحية طبية العلاج الخداع "بلاسيبو" ناجح لكننا نرى ذلك يتعدى المفهوم الطبي في المجتمعات الشرقية بل وحتى الديني ، فتلك المجتمعات تستخدم البلاسيبو كنوع من الافيون لخداع انفسهم بأنهم منتصرون ، فنرى حماس مثلا تُدك دكا ويقتل ردحا لا بأس به من قيادييها ليقولو انتصرنا ، اما قصص انتصارات صدام الوهمية فلا تخطئها العين السليمة . وحتى اننا نرى الافيون البلاسيبوي (ان جاز التعبير) يدفع تلك المجتمعات الى العيش ايام صلاح الدين او عمر بن الخطاب في عز الفتوحات الاسلامية ، ليضلو يعتقدون انهم الافضل رامين تجارب الغير في سلة المهملات . 

فالامر هنا يختلف وغير مجدي وهذا ما دعاني لكتابة المقال ، ففي الحالة الاولى هنالك اطباء يشخصون المرض ويعملون على علاجه اما في الحالة الثانية ستتم التغطية على الامراض الاجتماعية المتأصلة داخل المجتمعات الشرقية ولن يعرفها حتى الطبيب ، لان الطبيب هنا هو المجتمع والفرد نفسه ويجب عليه ان يعرف مرضه ويشخصة ويقوم هو بعلاجه ، ولا فائدة من التغطية عليه.

ربما يجوز رفع المعنويات ، لكن قبل كل شيء يجب الاعتراف بأن تلك المجتمعات حاليا اقل من غيرها وهي متخلفة ويجب ان تبقى تُنتقد لتشعر بمرضها اولاً ، فهم للأن لا يزالون يعتقدون انهم الافضل وقد كرمهم الله بالاسلام وما سبب انتكاستهم الا لسوء في التطبيق او انه اختبار الهي!! ليبقى المرض من غير تشخيص. ايضا السبب الاخر هو في خوف تلك المجتمعات البائسة من الحقيقة ، والتكبر الفارغ ومنطق الاستعلاء السخيف الذي لازال متأصلا بهم منذ فتح عمر المعمورة. هنا لا يمكن تطبيق حالة البلاسيبو الطبية لان الطبيب في الحالة الاولى يعرف المرض اما الثانية فالفرد والمجتمع هو الطبيب ، وهو من عليه ان يرى ويطلع ويعرف مكامن الخطأ والجهل القابع في المجتمع. فعندما نخرج صباحا لا بد من النظر في المرآة لنرى شعرنا المنفوش وعيوننا النصف مسدودة ولحيتنا الكثة ، حتى نقوم باجراء اللازم لنجمل وجهنا ، فالخطوة الاولى كانت هي معرفة قبحنا اولا، فلا يجوز الخروج بذلك المنظر ونخدع انفسنا ونقول بأننا جميلون واجمل من الاخرين.

الكارثة هي ان تلك المجتمعات القبيحة ترفض النظر في المرآة لترى وجهها القميء بل هي تربي اجيالها على تلك المواريث الفاسدة وعلى ثقافة التكبر والاستعلاء الفارغين ، لذلك يجب على تلك المجتمعات القبيحة ان تتجرأ وتنظر بالمرآة لترى قبحها قبل كل شيء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق